بسم الله الرحمان الرحيم ..
أنا أيضا كنت مثلكن ... تنسدل جدائل البراءة بين كتفي .. وترتاح الطفولة عند جفني ..و ترقص حيوية
الصغر مع قدمي ..
أنا أيضا كنت مثلكن ... صفحة بيضاء تملأها خطوط الأمل بالمستقبل القادم، أحلم أن أكبر وأصيرمثل أمي ، فأرتاد السوق وأطبخ الطعام ، وأصرخ في وجه صغاري بصوت عنيف حنون...
أنا أيضا كنت مثلكن ... أحمل دميتي الشقراء .. أظفر خصلات شعرها .. أغير ملابسها .. أصرخ بوجهها
ثم أضمها لصدري بحنان .. وأغني لها .. نامي نامي يا صغيرة ... حتى يداعب أجفانها الكرى لأضعها في
مكانها بهدوء ،وأغادر متسللة دون حس ... وأشير للجميع كي يصمتوا .. قد تستفيق وأتعب قبل أن تعود للنوم مرة أخرى...؟؟
أنا أيضا كنت مثلكن ... أنتظر عودة أبي ، لأركض عند الباب وأستقبله بكل ابتسامات العالم.. وأحضنه
بكل ما أوتيت دراعي الرقيقتين من حب .. وأضحك ملئ فمي وأنا أبحث عن الهدية بين ثنايا ملابسه..
وتزغرد عيناي فرحة حين أعثر عليها في جيبه الداخلي .. يخفيها كي يتمتع أكثر بلمسات يدي الصغيرتين.. وتنبعث ضحكته التي لازال صداها يرن في أذني.. ويداعب وجنتي : وجدتها يا شقية..
وأطير إلى أمي ، لأريها هديتي وقد رقصت كل ملامحي فرحة وحبورا..
أنا أيضا كنت مثلكن ... يضمني بيت صغير هادئ دافئ .. أركض في رحابه .. أملأ أركانه بضحكاتي ..
وأنشر في جنباته شدى عطري .. يسوده سكون ممل كلما غادرته إلى مدرستي ، ويستعيد الحياة بعودتي
إليه..
أنا أيضا كنت مثلكن ... تصرخ جدران البيت الصغير لمرضي.. وتعلن حالة الطوارئ في أركانه .. فأبيت
ليلي أتنقل من حضن لحضن ، ترقبني الأعين بكل حب الدنيا وتتضرع لله أن يشفيني ..وتنذرف الدموع
خوفا علي ..وتضمني قلوب لا تمل من حبي...
أنا أيضا كنت مثلكن... لكنني في يوم ما .. استفقت بعد نوم عميق لأجد العالم من حولي قد لبس حلة
جديدة .. لم تألفها عيوني الفتية ..حلة سوداء كسواد أيامي المقبلة..
استفقت ، لأجد الأحباب قد رحلوا في حادثة مروعة ، ولم ينجو غيري ...
رحل الجميع ، وتركوني وحيدة .. دون بيت أو أب أو أم .. رحل الجميع وتركوني لمصير مظلم.. أجهل
معالمه..
وهكذا لم أعد مثلكن ... أمسكتني أيادي غريبة ،وقادتني نحو بيتي الجديد ، وأنا أسأل ببراءة عن بيتي
ووالداي .. وتجيبني الأيادي الغريبة .. هذا هو بيتك الجديد...؟؟ وكل هؤلاء عائلتك..؟؟
كل هؤلاء ...؟؟
لم أعتد على بيت كبير كهذا .. تحسسني حيطانه العالية بالخوف ..؟؟ ونوافذه الكبيرة بالفراغ ..؟؟
وضجيج هؤلاء بالصداع...؟؟
أين بيتي الصغير ؟ أين حضن أمي الدافئ ؟ أين ضحكة أبي الرنانة ؟ أين عالمي ؟ كل هذا لم يعد له
وجود؟ ولم يبقى من أيامي الماضية سوى دميتي ، وبعض الملا بس ...؟؟
لا يمكن أن يكون الكون بهذه القسوة ؟؟ لا يمكن أن يكون حظي من هذه الدنيا كل هذا الألم..؟؟
ألم كبير .. لا تحتمل أعصابي الفتية حمله ...؟؟ ولا قلبي الصغير استيعابه ...؟؟
أيعقل أن تنقلب حياتي كل هذا الإنقلاب ..؟؟
أيعقل أن أتعود على حياتي الجديدة ، دون أن تبكي عيوني دما على من رحلوا وتركوني..؟؟
وهكذا لم أعد مثلكن.... بل أصبحت مثل كثيرات أسكن الآن معهن في
ملجإ الأيتام...؟؟؟
من أرشيفي
مع أرق التحايا
أنا أيضا كنت مثلكن ... تنسدل جدائل البراءة بين كتفي .. وترتاح الطفولة عند جفني ..و ترقص حيوية
الصغر مع قدمي ..
أنا أيضا كنت مثلكن ... صفحة بيضاء تملأها خطوط الأمل بالمستقبل القادم، أحلم أن أكبر وأصيرمثل أمي ، فأرتاد السوق وأطبخ الطعام ، وأصرخ في وجه صغاري بصوت عنيف حنون...
أنا أيضا كنت مثلكن ... أحمل دميتي الشقراء .. أظفر خصلات شعرها .. أغير ملابسها .. أصرخ بوجهها
ثم أضمها لصدري بحنان .. وأغني لها .. نامي نامي يا صغيرة ... حتى يداعب أجفانها الكرى لأضعها في
مكانها بهدوء ،وأغادر متسللة دون حس ... وأشير للجميع كي يصمتوا .. قد تستفيق وأتعب قبل أن تعود للنوم مرة أخرى...؟؟
أنا أيضا كنت مثلكن ... أنتظر عودة أبي ، لأركض عند الباب وأستقبله بكل ابتسامات العالم.. وأحضنه
بكل ما أوتيت دراعي الرقيقتين من حب .. وأضحك ملئ فمي وأنا أبحث عن الهدية بين ثنايا ملابسه..
وتزغرد عيناي فرحة حين أعثر عليها في جيبه الداخلي .. يخفيها كي يتمتع أكثر بلمسات يدي الصغيرتين.. وتنبعث ضحكته التي لازال صداها يرن في أذني.. ويداعب وجنتي : وجدتها يا شقية..
وأطير إلى أمي ، لأريها هديتي وقد رقصت كل ملامحي فرحة وحبورا..
أنا أيضا كنت مثلكن ... يضمني بيت صغير هادئ دافئ .. أركض في رحابه .. أملأ أركانه بضحكاتي ..
وأنشر في جنباته شدى عطري .. يسوده سكون ممل كلما غادرته إلى مدرستي ، ويستعيد الحياة بعودتي
إليه..
أنا أيضا كنت مثلكن ... تصرخ جدران البيت الصغير لمرضي.. وتعلن حالة الطوارئ في أركانه .. فأبيت
ليلي أتنقل من حضن لحضن ، ترقبني الأعين بكل حب الدنيا وتتضرع لله أن يشفيني ..وتنذرف الدموع
خوفا علي ..وتضمني قلوب لا تمل من حبي...
أنا أيضا كنت مثلكن... لكنني في يوم ما .. استفقت بعد نوم عميق لأجد العالم من حولي قد لبس حلة
جديدة .. لم تألفها عيوني الفتية ..حلة سوداء كسواد أيامي المقبلة..
استفقت ، لأجد الأحباب قد رحلوا في حادثة مروعة ، ولم ينجو غيري ...
رحل الجميع ، وتركوني وحيدة .. دون بيت أو أب أو أم .. رحل الجميع وتركوني لمصير مظلم.. أجهل
معالمه..
وهكذا لم أعد مثلكن ... أمسكتني أيادي غريبة ،وقادتني نحو بيتي الجديد ، وأنا أسأل ببراءة عن بيتي
ووالداي .. وتجيبني الأيادي الغريبة .. هذا هو بيتك الجديد...؟؟ وكل هؤلاء عائلتك..؟؟
كل هؤلاء ...؟؟
لم أعتد على بيت كبير كهذا .. تحسسني حيطانه العالية بالخوف ..؟؟ ونوافذه الكبيرة بالفراغ ..؟؟
وضجيج هؤلاء بالصداع...؟؟
أين بيتي الصغير ؟ أين حضن أمي الدافئ ؟ أين ضحكة أبي الرنانة ؟ أين عالمي ؟ كل هذا لم يعد له
وجود؟ ولم يبقى من أيامي الماضية سوى دميتي ، وبعض الملا بس ...؟؟
لا يمكن أن يكون الكون بهذه القسوة ؟؟ لا يمكن أن يكون حظي من هذه الدنيا كل هذا الألم..؟؟
ألم كبير .. لا تحتمل أعصابي الفتية حمله ...؟؟ ولا قلبي الصغير استيعابه ...؟؟
أيعقل أن تنقلب حياتي كل هذا الإنقلاب ..؟؟
أيعقل أن أتعود على حياتي الجديدة ، دون أن تبكي عيوني دما على من رحلوا وتركوني..؟؟
وهكذا لم أعد مثلكن.... بل أصبحت مثل كثيرات أسكن الآن معهن في
ملجإ الأيتام...؟؟؟
من أرشيفي
مع أرق التحايا