"غُربَة" ..
تنبتُ عن شوكةِ الغربة أربعةُ فروعٍ ذابلةٍ في الحياة، غربةٌ عن الحجرِ وغربةٌ عن البشرِ، وغربةٌ عن النفس وأخرى عن الله.
ما غربةُ الحَجَرِ إلا انفصالٌ لروحِ بشرٍ عن روحِ وطنٍ فيه العديد من الذكريات، وحرمانُ جسدٍ عن أجسادِ مكنونات الأوطان، وتركُ حيزٍ من الفراغ في المكان لعله يبثّ لنا مراسيلَ الأشواق لسدِ ظَمأ الحرمان.
أما الغربةُ عن البشر، فهي بناءُ سدٍ عن نَبعِ الأصوات الدافئةِ الساقيةِ للقلب وما فيه من المزروعاتِ من قيم الحب والحياة، وانكفاف العين عمّا أحبت إبصاره قسراً، معوّضةً ذلك باعتصار ما فيها من الخيالات، ساعيةً لرسم صورٍ ثلاثية الأبعاد لعلها تحاكي الحقيقة من القريب من الإنسان.
وأما الغربةُ عنِ الله فهي ضلال، فمن اغترب عن الله فَقَد فَقَدَ أُنسَه، فلا أَنيس له اليومَ عن الله، إذ تراه يسير مُبعْثَراً مع جسده وقلبه وروحه هائمين معاً صَوبَ اللامكان، متلاطمين في دنيا هوجاء، يسيرون على صراطٍ دنيويٍ تتلقفهم خطافاتُ القدر فتؤول بهم على كلاليب فوق النيران.
من كتابي مقتطفات من الورد ..
إبراهيم إدريس ..
تنبتُ عن شوكةِ الغربة أربعةُ فروعٍ ذابلةٍ في الحياة، غربةٌ عن الحجرِ وغربةٌ عن البشرِ، وغربةٌ عن النفس وأخرى عن الله.
ما غربةُ الحَجَرِ إلا انفصالٌ لروحِ بشرٍ عن روحِ وطنٍ فيه العديد من الذكريات، وحرمانُ جسدٍ عن أجسادِ مكنونات الأوطان، وتركُ حيزٍ من الفراغ في المكان لعله يبثّ لنا مراسيلَ الأشواق لسدِ ظَمأ الحرمان.
أما الغربةُ عن البشر، فهي بناءُ سدٍ عن نَبعِ الأصوات الدافئةِ الساقيةِ للقلب وما فيه من المزروعاتِ من قيم الحب والحياة، وانكفاف العين عمّا أحبت إبصاره قسراً، معوّضةً ذلك باعتصار ما فيها من الخيالات، ساعيةً لرسم صورٍ ثلاثية الأبعاد لعلها تحاكي الحقيقة من القريب من الإنسان.
وأما الغربةُ عنِ الله فهي ضلال، فمن اغترب عن الله فَقَد فَقَدَ أُنسَه، فلا أَنيس له اليومَ عن الله، إذ تراه يسير مُبعْثَراً مع جسده وقلبه وروحه هائمين معاً صَوبَ اللامكان، متلاطمين في دنيا هوجاء، يسيرون على صراطٍ دنيويٍ تتلقفهم خطافاتُ القدر فتؤول بهم على كلاليب فوق النيران.
من كتابي مقتطفات من الورد ..
إبراهيم إدريس ..