جميلةٌ أنتِ
تصنعين من الموت أسطورة حياة.
الوجود ساحة حربٍ مُثقَلَةٌ بالغدر، الخيانة، الهمجية.
وأنتِ تصنعين في زاوية صغيرة منه مساحةَ حُب، حديقةَ ورد، مزهريَّة ياسمين، عرائِس جُوري.
ضاق الوجود بوجودك.
ثقُلَتْ عليه بسمتكِ.
أزعجه خَفْقُ أقدامك على ظهره البغيض.
استكثر كمالك، وعاقبكِ بالنقصان!
فقصَّكِ نصفين.
بادَتِ الأقدام، ارتحلتْ مواسِمُ التحليق، سافَرَتْ أزمنة المرح البريء، وهمهمت لوعة مكظومة في جنبات الدَّرَج الذي يشتاق صعودكِ عليه إلى السطح كل يوم حيث تحبين!
بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي.
تستيقظين يا جميلة.
تستيقظين نصفَ جميلة، بقايا جميلة.
تنفضين عنكِ بقايا النار والفَزَعِ والهجوم الهمجي.
ويقترب منكِ مراسل الجزيرة مواسيًا، فيُطْرِق اللاقط وحامله هيبةً أمام بيانكِ الملحمي!
ها أنتِ تجلسين بلا قدمَيْن، ومِن حولكِ ثباتكِ، لترسلي بطاقاتِ العَزاءِ إلى المهزومين القتلة!
ولقد أرادوا حَطْمَك، فانكسرتْ أحلامهم السوداء على أسوار عزمك.
لا مكان للوحة هزيمة على جدار ثبات.
عزيمة الصادق لا تعرف البتر، ولو كان السيف من نار!
اقتطعوا جزءًا من وُجُودك، فتمددت بك الروح إلى سابِع سما!
لا يعلمون أن في الأرض نفوسًا تدلَّت من لدُن العرشِ قناديل صِدْقٍ لا تنكسر!
لا تنكسر أمام الصواريخ، ولا تأوي إلى قوافل الخوف والاستسلام!
بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي.
وقفتْ جميلة، قعدتْ جميلة، تتلو مزمور الصمود.
"لقد دمروا كل شيء عندي.
لكني سأحاول أن أقضي على هذا الدمار!
بدي أطفال العالم تشوفنا
تُوَصّل رسالة!"
علمتْ جميلة أن الرسالة لن تصل إلى الكبار؛ فهم مشغولون ببناء جدار الفولاذ، وحشد الأرصدة في الخزانات السرية، وملء الأمعاء من الحرام!
فتوجهتْ إلى الصغار، الحالمين.
الذين فَرَغَتْ نفوسهم من عتمة المادة، ومن ألواث الزيف.
أولئك البريئون المتوهجون بالصدق، الْمُتْرَعون بالحب.
فقهت جميلة، بوجودها المقطوع أنه لن ينتصر إلا محب صادق.
علمتْ جميلة ببقاياها الصامدة أنه لن ينهزم صاحب اعتقاد قط.
علمتْ، فعلمتني.
فقهت، فأفهمتني.
تواصلت أبعاد وجودي مع بقايا وجودها، فاتسعتُ، علوتُ، توكأتُ على مَوتي الصامت، ووحدتي اليابسة، وسعيت باليقين.
وتركت من خلفي السنين، مزقت بطاقة عمري.
نزعتُ عني آصار الأزمان.
ورحتُ لألتحق بركب الصغار.
أرسم معهم على جدار الليل بطبشور الأمل.
وأفتش معهم عن وجودي في زمن الهشيم والغبار.
مما راق لي
تصنعين من الموت أسطورة حياة.
الوجود ساحة حربٍ مُثقَلَةٌ بالغدر، الخيانة، الهمجية.
وأنتِ تصنعين في زاوية صغيرة منه مساحةَ حُب، حديقةَ ورد، مزهريَّة ياسمين، عرائِس جُوري.
ضاق الوجود بوجودك.
ثقُلَتْ عليه بسمتكِ.
أزعجه خَفْقُ أقدامك على ظهره البغيض.
استكثر كمالك، وعاقبكِ بالنقصان!
فقصَّكِ نصفين.
بادَتِ الأقدام، ارتحلتْ مواسِمُ التحليق، سافَرَتْ أزمنة المرح البريء، وهمهمت لوعة مكظومة في جنبات الدَّرَج الذي يشتاق صعودكِ عليه إلى السطح كل يوم حيث تحبين!
بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي.
تستيقظين يا جميلة.
تستيقظين نصفَ جميلة، بقايا جميلة.
تنفضين عنكِ بقايا النار والفَزَعِ والهجوم الهمجي.
ويقترب منكِ مراسل الجزيرة مواسيًا، فيُطْرِق اللاقط وحامله هيبةً أمام بيانكِ الملحمي!
ها أنتِ تجلسين بلا قدمَيْن، ومِن حولكِ ثباتكِ، لترسلي بطاقاتِ العَزاءِ إلى المهزومين القتلة!
ولقد أرادوا حَطْمَك، فانكسرتْ أحلامهم السوداء على أسوار عزمك.
لا مكان للوحة هزيمة على جدار ثبات.
عزيمة الصادق لا تعرف البتر، ولو كان السيف من نار!
اقتطعوا جزءًا من وُجُودك، فتمددت بك الروح إلى سابِع سما!
لا يعلمون أن في الأرض نفوسًا تدلَّت من لدُن العرشِ قناديل صِدْقٍ لا تنكسر!
لا تنكسر أمام الصواريخ، ولا تأوي إلى قوافل الخوف والاستسلام!
بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي.
وقفتْ جميلة، قعدتْ جميلة، تتلو مزمور الصمود.
"لقد دمروا كل شيء عندي.
لكني سأحاول أن أقضي على هذا الدمار!
بدي أطفال العالم تشوفنا
تُوَصّل رسالة!"
علمتْ جميلة أن الرسالة لن تصل إلى الكبار؛ فهم مشغولون ببناء جدار الفولاذ، وحشد الأرصدة في الخزانات السرية، وملء الأمعاء من الحرام!
فتوجهتْ إلى الصغار، الحالمين.
الذين فَرَغَتْ نفوسهم من عتمة المادة، ومن ألواث الزيف.
أولئك البريئون المتوهجون بالصدق، الْمُتْرَعون بالحب.
فقهت جميلة، بوجودها المقطوع أنه لن ينتصر إلا محب صادق.
علمتْ جميلة ببقاياها الصامدة أنه لن ينهزم صاحب اعتقاد قط.
علمتْ، فعلمتني.
فقهت، فأفهمتني.
تواصلت أبعاد وجودي مع بقايا وجودها، فاتسعتُ، علوتُ، توكأتُ على مَوتي الصامت، ووحدتي اليابسة، وسعيت باليقين.
وتركت من خلفي السنين، مزقت بطاقة عمري.
نزعتُ عني آصار الأزمان.
ورحتُ لألتحق بركب الصغار.
أرسم معهم على جدار الليل بطبشور الأمل.
وأفتش معهم عن وجودي في زمن الهشيم والغبار.
مما راق لي